comfort zone منطقة الأمان


اظن الكثير سمع هذه المنطقة منطقة الأمان، لا يكاد أي كتاب تنمية بشرية يخلو من هذه المصطلح، ولا دورة تنمية بشرية    وتطوير للذات تخلو من النصائح الكثيرة عن الخروج من هذه المنطقة بأي وسيلة كانت. يتوارى للبعض خاصة الذين لم يسمعوا عن هذا المصطلح قد تكون هذه المنطقة هي منطقة حرب؟ او منطقة موبوءة انتشرت فيها الامراض مثلا؟ او منطقة عسكرية خطرة يتم فيها التدريبات العسكرية وتجربة أجهزة حربية جديدة لنقف لحظة ونناقش ماذا يجري حولنا ...

في البداية لفت نظري كتب التنمية البشرية بمسميات كثيرة والتي تنصح بالخروج والتمرد على هذه المنطقة، فقط من العنوان نجد النصيحة واضحة ومتجلية على سبيل المثال كتاب (الحياة تبدأ خارج منطقة راحتك) للمؤلفة لبنى الحو سنه 2023  كتاب يتحدث عن ماهية منطقة الراحة؟ وماهي الطرق والأسباب للخروج منها. قرأت الكتاب والكاتبة استشهدت بالمنطق والعلم بكيفية عمل عقلنا الواعي والغير واعي، الذي يثبت اننا فعلا نحتاج الخروج من منطقة الأمان وبدء الحياة او العيش بها.

 صفحة 37  كتبت: "ان اردت حقا الخروج من منطقة الراحة؛ تمرد على عقلك الباطن". حتى نفهم كيف نتمرد على شي لابد من معرفته أولا صحيح...؟ ما هو العقل الباطن؟

او ما يسمى أيضا (العقل اللاواعي): "هو مجموعة من الأفكار التي وَلّدت فيما سبق، مجموعة كبيرة من المشاعر والانفعالات. تكوّنت تلك الانفعالات نتيجة حدوث مواقف متعددة إيجابية وسلبية ضمن الحياة، وجرى تخزينها بشكل غير واعٍ ضمن الذاكرة بحيث ليس من السهولة الوصول إلى تلك المشاعر المكبوتة، والمخبأة في ذلك المكان".

 إذا يتجلى لنا الآن بعد قراءة التعريف ان العقل الباطن هو هذه الغرفة المغلقة بالخلف هناك هي عقلنا غير الواعي الذي يخزن ويخزن كل شي يدور من حولنا ونمر به خلال حياتنا، والذي به نخزن مشاعرنا وذكرياتنا وألمنا وفرحنا والذكريات. هناك تكمن (منطقتنا الآمنة) بكل ما فيها من أسلحة وتدبيرات امنيه وحماية من العالم الخارجي، فيها يتم تخزين المضادات الحيوية المقاومة لاي عارض خارجي ممكن ان نتعرض له.

ماذا لو...؟

اخذنا هذه التدبيرات الأمنية معنا وأصبحت (متنقلة) ووضعنها بعلبة صغيرة او شنطة صغيرة قابلة للتنقل معنا وخرجنا للعالم الخارجي.

ماذا لو...؟

أصبحت منطقة الأمان التي تخصنا (مرنة) اليس من السهل الآن الخروج منها والتنقل بحرية، حاملين معنا التدبيرات الأمنية الموجودة هناك واسلحة الحماية التي خلقناها هناك؟

نحن نعلم لماذا سميت بذلك؟ من الواضح والبديهي الاسم يدل على المعنى وهو الإحساس بالأمان. لنفترض أنك وصلت لمرحلة الانهيار لحدث جلل حدث في حياتك مثلا، ووصلت لمرحلة الحزن الشديد والاكتئاب والنصيحة التي بدت تسمعها من الجميع هي اخرج للعالم الخارجي ومن منطقتك الآمنة، هل خروجك من منطقتك التي تشعرك بالأمان الامر الجيد هنا؟

إذا متى علينا الخروج ومتى علينا البقاء؟ انت من تحدد تريد البقاء او الخروج... وكيف تخرج بأقل الخسائر.

ماذا لو...؟

تحصنا بالشعور الآمن ونحن نخرج من هذه المنطقة والتي هي موجودة داخلنا فقط وليس من الطبيعي تسميتها (منطقة) اللفظ الذي يرجع لشي ملموس ويمكن ان نسميها (الراحة التي بداخلنا) اوليس من السهل حمل شي معنوي واحساس داخلي معنا بكل مكان والتنقل به بالتأكيد نعم...

اسالوا أنفسكم هل نستطيع حمل راحتنا الداخلية الآمنة ونكون بنفس الوقت أهلا للتغيير الجديد؟

إذا لنحمل (راحتنا الداخلية) معنا ونتغير بنفس الوقت...

 


NehAd Alqattan

مصمم تعليمي، وصانع محتوى إلكتروني

Next
Next

السعادة